وصف
نبذة عن لعبة الحوت الأزرق
هى عبارة تطبيق يتم تحميله على أجهزة الهواتف الذكية بنظام اندرويد او IOS وتتكون من 50 مهمة، تستهدف الفئات العمرية ما بين 12 و16 عامًا، وبعد أن يقوم اللاعب بالتسجيل لخوض تحدى الحوت الأزرق، يُطلب منه نقش الرمز التالى “F57” أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة ويتم بعد ذلك إرسال صورة للمسئول للتأكد من أن الشخص قد دخل فى اللعبة فعلًا ويتم السيطرة على اللاعب من خلال اتباع بعض التعليمات الغريبة التى تعتبر جزء من طقوس اللعبة القاتلة ومنها الاستيقاظ فى وقت مبكر، ومشاهدة بعض الأفلام التى تحتوى على مشاهد مرعبة وسماع أنواع معينة من الموسيقى بجانب العزلة التامة وعدم محادثة الاشخاص خصوصاً باسرار او تفاصيل هذه اللعبة وذلك لضمان وصول اللاعب إلى حالة نفسية سيئة تمهيدا للمرحلة الأخيرة وهى تنفيذ التحدى الأخير وهو الانتحار.
وخلال عدة أشهر تسببت لعبة الحوت الأزرق في تسجيل عدد من حالات الانتحار كان أحدثها انتحار نجل النائب المصري السابق حمدى الفخرانى “خالد 18 عامًا” وفقا لما أعلنته شقيقته ياسمين حمدي الفخراني، عبر صفحتها على “فيس بوك أن لعبة الحوت الأزرق هي السبب الحقيقى لانتحاره وجاء فى تدوينتها “أخويا لعب الحوت الأزرق.. لقينا فى أوراقه حاجات وإشارات منها”، مضيفةً: “أبوس أيديكم بلاش تحدى ولا حد يعمل جدع ويجرب والله ما كان فى حد أقوى من خالد ولا ملتزم دينيًا أكتر منه، هو اتحداها وغلبته.. ما كنش والله بيفوت فرض ولا نفل ولا صوم نفل ولا بتاع بنات ولا سجاير ولا فيه غلطة.. أيده معانا كلنا حتى فى شغل البيت.. كان أرجل واحد أعرفه.. ما كنش أخ نطع ولا ابن عاقّ ولا جار سوء ولا صاحب سوء”.
ولم تكن هذه هى الحالة الوحيدة ففي مطلع العام الحالي 2018 أقدم أحد العاطلين من سكان منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة على قتل والده، وقال فى التحقيقات أن المسئولين عن لعبة الحوت الأزرق هم من طلبوا منه قتل أحد أقاربه، وأنه اختار والده بسبب كثرة المشكلات بينهما.
ومن مصر إلى الجزائر حيث تصاعد نسبة الضحايا لتشمل 8 أطفال خلال عدة أسابيع، مما دعا السلطات الأمنية هناك للقيام بحملة توعية فى المدارس ودور الثقافة والمساجد وعبر وسائل الإعلام ومن خلال الرسائل النصية القصيرة دعت فيها إلى توخى الحذر ومراقبة استخدام الأطفال للإنترنت، وفى تونس أعلنت مصادر غير حكومية انتحار 10 أطفال لإثبات قدرتهم على اجتياز التحدى الأخير لهذه اللعبة.
ما هى الخطوات التى تتضمنها.. ولماذا سميت هذه اللعبة نفسها الحوت الأزرق ؟
تتضمن هذه اللعبة 50 خطوة يجب على اللاعب المرور بها وهى على التوالى:
1 – نحت عبارة محددة على يد الشخص أو ذراعه.
2 – الاستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحا ومشاهدة فيديو مخيف.
3- عمل جروح طولية على ذراع المتحدى.
4- رسم حوت على قطعة من الورق.
5- كتابة “نعم” على ساق الشخص نفسه إذا كان مستعدا ليكون حوتا، وإلا ينبغى أن يقطع الشخص نفسه عدة قطع.
6- مهمة سرية (مكتوبة فى التعليمات البرمجية).
7- خدش (رسالة) على ذراع الشخص.
8- كتابة حالة على الإنترنت عن كونه حوتا.
9- التغلب على الخوف.
10- الاستيقاظ على الساعة 4:20 فجرا والوقوف على السطح.
11- نحت حوت على يد شخص خاص.
12- مشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم.
13- استماع إلى موسيقى يُرسلها المسئول.
14- قطع الشفاه.
15- نكز ذراع الشخص بواسطة إبرة خاصة.
16- إيذاء نفسك أو محاولة جعلها تمرض.
17- الذهاب إلى السقف والوقوف على الحافة.
18- الوقوف على جسر.
19- تسلق رافعة.
20- فى هذه الخطوة، يتحقق شخص مؤمن بطريقة أو بأخرى لمعرفة ما إذا كان المشارك جديرا بالثقة.
21- التحدث مع “الحوت” على سكايب.
22- الجلوس على السطح مع ضرورة ترك الساقين مدلاتين من على الحافة.
23- وظيفة مشفرة أخرى.
24- بعثة سرية.
25- الاجتماع مع “الحوت”.
26- تعيين اللاعب كمسئول يوم وفاة الشخص.
27- زيارة السكك الحديدية.
28- عدم التحدث مع أى شخص طوال اليوم.
29- إعطاء يمين حول كونه حوتا.
49-30: مهام تنطوى على مشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلى الموسيقى التى يختارها المسئول، والتحدث إلى الحوت.
50- المهمة الأخيرة وهى الانتحار.
وقد تكون الخطوة الأخيرة هى سبب التسمية فى هذه اللعبة حيث من المعروف عن الحيتان الزرقاء” ظاهرة الانتحار الجماعى من خلال السباحة إلى الشاطئ والبقاء به حتى الموت وذلك لأسباب غير معلومة حتى هذه اللحظة.
ويرجع تاريخ تأسيس هذه اللعبة إلى الشاب الروسى فيليب بوديكين (21 عامًا). وقد تم اتهامه بتحريض نحو 16 طالبة على الانتحار بعد مشاركتهن فى اللعبة، وهى الظاهرة التى قال عنها أحاول تنظيف المجتمع من “النفايات البيولوجية، التى كانت ستؤذى المجتمع لاحقًا”، مضيفًا جميع من خاض هذه اللعبة سعداء بالموت، وذلك بحسب مقال نشره موقع “الديلى ميل” البريطانى.
ومع تكرار حوادث انتحار الأطفال والمراهقين التى تتسبب فيها هذه اللعبة يثار التساؤل عن مدى إمكانية عدم تنفيذ اللاعب لهذه التعليمات والخروج منها؟
فى الواقع العملى لا يكون التعامل بمنتهى البساطة حيث يتم ابتزاز اللاعب بالمعلومات والمشاهد التى تنفيذها وإرسالها للمسئولين عن اللعبة فى إطار محاولات اللاعب لكسب ثقتهم وبيان قدرته فى البداية على تنفيذ أى عمل يطلب منه لسماح بالاشتراك فى هذه اللعبة وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن القائمون على اللعبة يهددون المشاركين الذين يفكرون فى الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم
التفكك الأسرى وعدم الاهتمام
سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس تقول إن هذه الألعاب تكشف عن بعض الخلل والعوار الذى أصاب المجتمع المصرى وخاصة فى مجال تربية الأطفال فى ظل انشغال الآباء بالبحث عن العمل وتوفير مستلزمات الحياة فنجد الأب والأم خارج المنزل طوال اليوم والعمل لعدة ساعات متصلة وترك الوظيفة الأساسية لهم وهى تعليم أبنائهم وزرع القيم بداخلهم الثقافية والدينية
وأضافت خضر، أن وصول ثقافة الانتحار إلى الأبناء هو مؤشر خطير يكشف مدى ابتعاد الأسرة عن مراقبة ومتابعة أولادهم بدليل اندماج أولادهم مع هذه اللعبة فى 50 خطوة دون أن يعلموا بذلك، مطالبة بضرورة وجود آلية تعمل على تنقية الألعاب المتاحة على الإنترنت.